النضال الحق - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


النضال الحق
منير فخرالدين - 24\03\2009

كمواطنين أصليين في منطقة محتلة يُحكمون بقانون ضم مناف للقانون الدولي، فإن واجبنا هو النضال من أجل إلغاء قانون الضم وتحقيق الاعتراف بمكانتنا الدولية، القانونية والسياسية، كسكان أرض محتلة. وهذا النضال يشمل مطالبة الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها عن وضعنا، وكذلك مطالبة حكومتنا بالخروج من اللعب بالشروط الإسرائيلية وأخذ واقعنا الصعب على محمل الجدّ.

مظاهر الوطنية القائمة (من التحاق طلابنا بجامعة دمشق، والزيارات الدينية لمشايخنا، وتصريف جزء من منتجنا الزراعي)، كلها تلعب اليوم بحسب شروط اللعبة غير القانونية وغير الإنسانية التي تفرضها إسرائيل، ولا يمكن وصفها بأنها تحقق للعدالة، ولا حتى بأنّها وطنية بالمعنى المكتمل للكلمة.

إن الموقف الوطني المكتمل، هو موقف التحرر من الاحتلال الأجنبي، ويبدأ هذا بأخذ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية المتعلقة على محمل الجدّ. وإذا كانت حكومتنا متقاعسة أو عاجزة عن ذلك، فعلينا أن نأخذ زمام الأمور بأيدينا.

من مكانتنا القانونية كسكان أرض محتلة تُشتق جملة واسعة من الحقوق والحريات والامتيازات، ليس من فضلات اللعبة السياسية الإسرائيلية.

زيارة العضو في الليكود، السيد أيوب القرّا، إلى شيخنا الروحي قبل أيام معدودة لا تفاجئني. فهو قد جاء ليأكل منسفا ويُحدث زوبعة، فيبيّن لرئيسه أن يده طويلة في الطائفة. أما من جهتنا، فليس بهذه الطريقة تُعرض مطالبنا، ولا بهذه الصور والزوابع تُلفّ. لن نعود إلى الوراء أربعين عاماً لكي يتغدى عندنا السيد أيوب القرّا أو سواه من الساسة الإسرائيليين.

كمواطنين أصليين في منطقة محتلة لنا حقوق دولية، منها يجب أن ننطلق بمطالبنا ومواقفنا ونضالنا المدني المشرف، الذي سيناصره القاصي والداني من أصحاب الكرامة الإنسانية، وسيهاجمه بالطبع النكرات المتخفّين.

بالوعي أيها الأهل الكرام، وبالمحبّة، وبالنضال المدني المحق، نواجه هذه العوارض والمستقبل.

أهل هذا الإقليم من الوطن لهم تاريخ محفوظ من النضال والثبوت، وما عليهم إلا أن يلتقطوا اللغة المناسبة الآن، لغة الحقوق الدولية كسكان أرض محتلة، ويكونوا مستعدين بالتضحية ومتكاتفين لا مستغلين لبعضهم.

أطعمناه منسفا، أما موقفنا فلن يخرج عن أيدينا.